الأحد، 7 أغسطس 2011

لحظة إصغاء: حوار العصافير

عصفور رمادي صغيرعلى شباك غرفتي ... يغني ...

صوت فيروز في الخلفية ..

نور الصباح ونسمته الهادئة قبل أن تشتد الشمس ...وهدوء يلف الدنيا قبل أن يصحو الكثير من الناس فتزدحم الحياة وتضيق.

انظر الى العصفور من مكاني في فراشي من خلال فتحة الستارة الصغيرة وأبتسم ويسودني احساس رائع بالسكينة.

وفي الخلفية مزيج من مشاعر متناقضة ... راحة للحظة حلوة .. وحنين الى لا شيئ محدد.

أنظر الى العصفور أكثر وأسمع صوته المختلط بصوت فيروز ويقفز الى ذهني وجه ابراهيم ابن أخي ذو الشهور السبعة فتتسع ابتسامتي اكثر.

وأعجب لأمر نفسي ... فدائما أنا هكذا .. طبقات من مشاعر مختلطة .. تنسجم وتتآلف وتتنافر وتتعارك.

تتعايش اللحظة مع ومضات من الأمس القريب والبعيد واماني المستقبل.

وسريعاً ما يطير العصفور ... وتبقى عيني معلقة على الشباك .. في انتظار رجوعه .. لكنه لا يعود ..

لكنه تواجد بكل ما يمكن من حضورمؤثر... فقط .. لعدة لحظات.

و أترك الأغنية تتكرر في الخلفية مرات ومرات ....

والتقط من كلمات الأغنية ما لم اسمعه من قبل.. رغم سماعي لها مئات المرات..

يا" عصفور الشوك أهلك داروا

بها السما وما بعرف وين صاروا

دلوني عا درب الحب و طاروا

وعلى درب الصبر ما دلوني"

وانصت الى الكلمات وأنا اعايش لحظة هدوئي وأحاول أن امددها لتتطول الى ما أبعد من مجرد اللحظات القصيرة لحدوثها.

وأسأل نفسي كيف يتسق كل شيء بهذا الشكل .. حالتي المزاجية .. مع الاغنية و كل المؤثرات المحيطة و استقبالي لها ؟؟

و اسأل أين اختفت أحاديث الناس في الشارع وكلاكسات اتوبيسات المدارس التي تزعق كل يوم على أولاد المدارس المتراخين ؟؟

كل شيء هادىء وكأن الدنيا متوقفة وكأن الوقت فقط مخصص للمخلوقات الصغيرة الوديعة .. سكنت الدنيا لتفسح لهم مجالا قصيراً ولتفسح لي مجالاً للانصات.

أتحرك الي شباك غرفتي وأنظر من النافذة المفتوحة .. فتطالعتني الشجرة المقابلة المزدهرة باللون الوردي ومجموعة من العصافير الرمادية الصغيرة تطير حولها وقربها... يصدرون اصواتهم المحببة تلك ... يتناقشون في موضوع ما ..

.. ابتسم وأقول لنفسي بالطبع هذا هو حوار العصافير وسكن العصافير ...


أميرة المسيري 











ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق