الجمعة، 3 فبراير 2012

ماذا لو ؟؟؟


صحوت اليوم و أنا تتملكني فكرة غريبة .. ماذا يحدث لو ؟؟ 
ماذا يحدث لو قررت أن أبيع بيتي و ثيابي و مقتنياتي الثمينة و الغير ثمينة و الحبيبة إلى نفسي و كل الاشياء التي تطلعت إلى اقتنائها و ادخرت لأسعد فيما بعد بامتلاكها.
ماذا يحدث إن صحوت في الصباح وأخذت دوشاً وقبضت ثمن شقتي القديمة بعد بيعها لأستبدلها بشقة جديدة ، فأخرج و أغلق الباب خلفي و أذهب إلى المحلات و أشتري قطعاً جديدة من كل الثياب التي احتاجها لاستخدام يوم واحد فقط ، فأخلع كل الملابس القديمة و استبدلها بالجديد و ارمي القديم  ..
 
ليس كرهاً لكل ما امتلكت و لا انتقاماً و تشفياُ في كل الايام السعيدة و الغير سعيدة التي صاحبتني فيها .. و لكن لأنها محملة بذرات قديمة ....تراكمت فشاخت فاتستوجبت التبديل والإحلال . أستبدلها لأنها محمله بعدوى التراكمات .. محملة بخلاصة نفسي و أيامي و كل مجريات حياتي ، و ان اردت الجديد التام ، لا بد لي أن اتخلص من كل القديم التام ..
وأنا أتخلص من كل القديم أسأل نفسي هل المقتنيات المادية فقط هي التي تشيخ ، هل هي وحدها  ما تستحق التبديل ؟؟
هل يمكن يومها أن ادخل بيتي الجديد بدون اي قطعة من اي ممتلكات مادية التصقت بي او ارتبطت بي؟  .. و اغلق بابي ورائي فاطالع حوائط بيضاء.. اتكلم فأفاجأ بصدى صوتي يرتد الى . و كيف لي أن اتخلص من كتبي الحبييه التي جمعتها منذ الصغر .. كيف لي وأنا أُعطيها مكان الصدارة، فتحتل مكانا كبيراً من حجرة معيشتي .. كيف لي أن انسى ذكريات ارتبطت بها و مفردات لغة تجري على لساني بفضلها و أفكار شكلت حياتي و لا تزال ..

 و ماذا عن شهاداتي ؟ .. و كل ما تعلمته في حياتي ؟ ؟  . وكل احداث حياتي.. و كتبي و صوري التي تشهد على ذكرياتي و تطوري .. ارائي و معتقداتي.. ابنتي و اهلي و رفاقي.
 
 
ما اكتشفته في التو و أنا اكتب هذه السطور.... أن هذا يصبح ممكناً فقط ... حين تنتهي حياتي .... فأنا أحب كل تاريخي ،كل مقتنياتي و كل ذكرياتي.. ليس حبا في المطلق و لكن لانها متشابكة  و متعقدة بشكل  لايمكني من فصلها او اجتثاث بعضها دون احداث الضرر في بعضها الآخر .. الحبيب .. العزيز .. الغالي  .. كيف لي ان أفعل ذلك ؟؟
اذن .. فالأفعل ذلك لمده يوم .. يوم واحد فقط أنسي فيه نفسي  كما عرفتها و عهدتها و عاشرتها بكل ما فيها من حسنات و مميزات  قبل السيئات .. يوم واحد أتوه فيه في خيال الغير معروف و الغير مُجرب ........  ولكني سأعود في آخر اليوم إلى نفسي... لأني لا أعرف ولم أعتد غيرها.