السبت، 7 نوفمبر 2009

" أفتحوا الشبابيك لنور الشمس"



من أنا ؟ ماذا أحب ؟ ماذا أكره ؟ و ماذا أريد ؟؟


أفكر كثيراً هذه الأيام في هذه الأسئلة ....

أنا إنسانه بسيطة تريد أن تعيش حياة بسيطة مطمئنة .أريد النجاح , أريد الحب و الرفقة .. أريد الهدوء و السلام . أريد أن أنموا و أن أصبح كل يوم أفضل مما قبله و ذلك عن طريق التعلم و التفتح على الدنيا و التواصل مع مختلف الفئات والأعمار و الثقافات .. عندي أحلامي التي أسعي إلى تحقيقها و أحمد الله على نعمة الحلم و نعمة التفكير... جميع الشبابيك مفتوحة أمامي ... الشمس تدخلها و أراها وأحسها في قلبي وعيني وأحساسي . أريد ان تكون الدنيا على قدر المستطاع أغنية سعيدة أخزنها و أدندنها في ذهني لأن الدنيا في الواقع ليست بنفس القدر من التفاول والسعادة ..


وفي ذات الوقت ، أنا واقعية ، أعرف إن قدرنا أن نولد و ننموا و نتعرض للأحداث السعيدة و الحزينة و المرض وموت الأحباء. نولد براعم متناهية الصغر و ننمو و ننمو إلى أن نصير وروداً نضرة، ثم لا نلبث أن نذبل تدريجياً الى أن نفني تماماً و نصير تراباً يطير مع الريح. ... من أجل هذه الحقيقة وهي أن كل شئ إلى زوال و أن دوام الصحة و الشباب الجمال من المحال ، من اجل هذا الوعي ، فأنا أبحث عن امتلاك كل لحظة جميلة ... حالية ... أبحث عن خزين الشتاء الذي سيملأني عندما تذوي النضارة و الإنطلاق.. أبني قوة داخلية ... أبني روحاً من العلم و الانسانية والخبرات .. أجمع طاقة لتدفئني و تعطيني السلام يوم الشتاء القادم لا محالة ...


" أفتحو الشبابيك لنورالشمس يلا " .. صحوت اليوم على هذه الجملة في ذهني .أحب أن أدعو الناس اليها .. هذه الشمس ليست شمساً مادية . هي شمس المعرفة و الإستنارة .. ليست بالضرورة معرفة علمية فمن الممكن أن تكون تفتحاً للذهن على آية حقيقة حياتية نعيشها .. هي قدرة على التفكر في ما يحيط بنا و محاولة ترتيبه في صورة تناسبنا و تكون ذات معني لنا.. أكتشاف شيئاً ما كان خافياً علينا. إصلاح خطأ كنا نرتكبه دون وعي ... و الأهم على الإطلاق هو إكتشاف الأشياء التي تقربك من فهم نفسك ، فتصبح أكثر قربا من نفسك، فتعرف ماذا تحب و ماذا تكره ..ماذا تقبل وماذا ترفض .. و كيف لك ان تروض نفسك و تقودها في بعض الأحيان لترضخ أو لترضى . ان كل لحظة يقضيها الإنسان مع نفسه في فهم نفسه أو اكتشاف حقيقة كانت خافية عليه هى مكسب كبير وخطوة نحو السعادة التي دائما ما نحتار فيها. و يبدوا عن تجربة أن فهم النفس هي أول خطوات هذه السعادة ...هذا السلام .

ما أسعد و أجمل أن تعي أولاً كم أنت مخلوقأ فريداً ، صنعته يداً عظيمة ووضعت فيه من روحها و لمستها .. ... مخلوق فريد خلقة الله بكل جماله و نقائصة ... عيوبه و ميزاته . .ما أجمل أن تحب هذه النفس و تتباهي بتفردها و اختلاف بصمتها عن كل شئ في هذا العالم ، فهذه النفس لا يوجد منها إلا نسخة واحدة فقط صنعها مصنع لم ينتج غيرها.. و ما أجمل أن تضيف أنت لهذا الخلق .... عن طريق تطوير هذا الكيان عن طريق الفهم و النمو والسعي نحو أفضل درجات الأداء.

* " و الشمس و ضحاها و القمر إذا تلاها و النهار إذا جلاها و الليل أذا يغشاها و السماء و ما بناها و الأرض و ما طحاها . و نفس و ما سواها فألهمها فجورها و تقواها ، قد أفلح من زكاها و قد خاب من دساها "


أميرة المسيري 


*سورة الشمس ( ايه رقم 10- 15)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق