الأربعاء، 20 مايو 2009

في عيد ميلادي السادس والثلاثين



نظرت إلى الساعة في هلع
" ياه.... الساعة تسعة إلا عشرة .. الظاهر مافيش فايدة فيه ابدأ . كل يوم أنوي المحافظة على ميعاد العمل ولكن تاتي لحظات "اللكاعة" الأخيرة لتفسد نواياي الطيبة.


لملمت بقية أغراضي سريعا وخرجت وأغلقت باب شقتي ورائي . نزلت على السلم بخطوات سريعة وفي ثواني كنت في الشارع . وقفت للحظة أنظر يمينا ويسارا محاولة تذكر أين ركنت سيارتى في اليوم السابق. أتذكر سريعا.. وأتابع خطاي السريعة في اتجاه اليسار، شنطة يدي على كتف وشنطة "اللاب توب" على الكتف الأخر.


لفت نظري أنني أتحرك بهمة ونشاط وثقة أكثر من كل يوم . وبالرغم من إننا في الصيف والأيام السابقة كانت حارة للغاية ، إلا أن الجو كان أكثر من رائع . شعرت بشعاع لطيف معتدل للشمس يتخذ طريقة من بين الأشجار المصطفة على جانبي الطريق ويصل الى خصلة من شعري. بينما أتابع خطاي الحثيثة نحو سيارتي، حلا لي أن انظر إلى الشارع من منظور أوسع ، فمددت نظري إلى أبعد من مكان سيارتي في منتصف الشارع. وأمتلأت برغبة أعمق في التمعن في شعور استمتاعي البسيط ، فرفعت عيني أنظر إلى السماء، فطالعني اصطفاف الأشجار الفارعة في شارع بيتنا وشعاع الشمس النافذ من السماء . لم تستغرق هذه الأحداث سوى لحظات لكنها تركت داخلي شعور بالراحة والاسترخاء.


توقفت أفكر قليلا بينما أفتح باب سيارتى ... ما بي اليوم؟ ما هذه الثقة ؟ ما هذا الاسترخاء ورواق البال.. ..... لا شئ محدد... .. أه ... تذكرت بعد أسبوع عيد ميلادي الستة والثلاثين. يمكن عشان كده ؟؟ 


ممكن يكون هذا هو السبب ؟ غريبة !!!!!، فالكبر بعد مرحلة معينة عامل قلق وليس عامل فرح ... لكني على العكس كنت أمشي فارده قامتي ، أدق الأرض بقدمي بمنتهى الثقة ، حاملة معي سنوات عمري الستة والثلاثين بفخر وراحة مع النفس. ضحكت من نفسي. "ده إيه يا ست الثقة دي كلها؟؟" و رددت على نفسي "طبعا... وليه لأ، مادمت متحققة بالقدر الذي يكفيني ويغنيني ويملأني."


هل هذا هو الرضا ؟ هل توصلت أخيراً إلى قدراً لا بأس به من الرضا ؟  بعد ان مرت بي سنوات طويلة و أنا أقول "مش كفاية ..... لسه كمان."


لكن النهارده، لسبب ما كنت أمشي مفرودة القامة وأشعر بكل ما في جميل و كل ما حولي جميل . كنت أشعر بان سنوات العمر هي فرصة وهدية من الله يعطيها لنا لنفعل بها ما نشاء . لنجرب ونخطئ و نتعلم . عادي أن نأخذ قرارات خاطئة . مشروع جداً الا نعرف الطريق ، فنتحسس خطانا ، نخاطر وننجح  ولا مانع من أن نتعثر مرات إن كنا سنقوم  أقوى .


النهارده ... ضبطت نفسي و أنا أربت على كتف نفسي وأقول لها برافو على كل النجاحات والإخفاقات ، على كل المحاولات. أن شاء الله اللي جاي يكون أجمل و أسعد........... ضبطت نفسي أيضا أنظف الدواليب القديمة وأطوح ببعض ما يثقلني من شباكي في الدور الرابع لتسقط على الأرض ، فتتفتت مليون قطعة، فتفديني ...فأعيش عاماً جديداً ...... . كل سنة وأنا طيبة .

أميرة المسيرى

هناك 10 تعليقات:

  1. أيوة يا أميرة..إنتي عبرتي عن إحساس خاص أوي .. بنحسه ساعات و يمكن مش بنعرف سببه.. إن الواحد يشوف حاجة بيشوفها كل يوم, بس يحس إن شايفها أجمل, و إن أحساسه بيها أعلي.. و يحس أد إيه هو مرتبط بيها..و بجد إحنا محتاجين نعمل زي ما عملتي و نقول لنفسنا برافو..بتبقي جمبلة حالة الرضا دي ..إللي بتهيألي بتيجي لما الواحد بيحس إنه متسق مع نفسه, اوي زي نا قلتي من التصالح مع النفس.. كل سنة و إنتي طيبة , و دايما متصالحة و مبسوطة و متحققة :)

    ردحذف
  2. ايه ده...
    فعلاً هو ده بالظبط مربط الفرس..
    الرضاء عن الذات
    هي دي السعادة الحقيقية..
    عادة ما يقولون أن تحقيق الذات.. أو النجاح عموماً.. يؤدي إلى الرضاء عن الذات..
    لكنني أعتقد.. كما تعتقدين.. أن السعادة الحقيقية في الرضاء عن الذات وبس.. سواء كان النجاح المنشود قد تحقق كلياً أو جزئياً.. أو حتى لم يتحقق على الاطلاق..
    فالسعادة تبدأ عند التوقف عن تعذيب الذات.. وتصل إلى قمتها عند تقدير وفهم الذات.. وفهم نجاحاتها وإخفاقاتها.. والرضاء التام عنهم وعنها..
    وربما يكون ذلك دليل غلى نضج الشخصية.. فالقدرة على تفهم الذات.. تساعدنا على تفهم الآخرين.. وتقدير مميزاتهم وعيوبهم.. وفهمها فهماً صحيحاً.. والتعايش معها..

    ردحذف
  3. الرضاء عن الذات هو السعادة الحقيقية..
    فعادة ما يقولون أن تحقيق الذات.. أي النجاح.. يؤدي إلى الرضاء عن الذات.. وهذا ليس بالضرورة حقيقياً..
    فأحياناً النجاح لا يحقق لصاحبه السعادة.. لأنه يظل يطمح للأفضل.. وبالتالي لا يرى أن ما حققه نجاحاً على الإطلاق..
    لكن الرضاء عن الذات.. بكل نجاحاتها واخفاقاتها.. هو الأساس.. ويبدأ من التوقف عن تعذيب الذات.. ويمتد الى تقبل قدراتها المحدودة التي منحها الله إياها.. وينتهي إلى فهمها الفهم العميق والرضاء عنها.. بكل ما تحمل من صفات..
    ومن الرضاء عن الذات.. نحقق الرضاء عن الآخرين.. من خلال فهم طبيعتهم فهماً حقيقياً.. مما يزيد القدرة على التعايش والتأقلم معهم..
    وربما يكون ذلك أرقى مراحل النضج..

    وكل سنة وانت طيبة.. وناضجة وحكيمة
    :))

    ردحذف
  4. Amira......wooooow, your are inspiring..thank you alot for sharing your thoughts with all of your friends..
    Amr said

    ردحذف
  5. نفس احساسي كل سنة يوم ميلادي :-) كل سنة وانت طيبة

    ردحذف
  6. ياريت اوصل لمرحلة الرضا دة يا اميرة...
    BTW i see some change since you started writing these notes ...change to the better
    happy bday
    Rana

    ردحذف
  7. احب روحك الإيجابية الجميلة, اشعر دائما بالسعادة كلما قرأت لك.
    شكرا يا أميرة

    أيمن الشربيني

    ردحذف
  8. How lovely is this ya amira. I am really surprised how your writing developed to such a high standard You are able to describe tiny details in such a simple and attractive way that talks to the soul of a human. I am really happy and waiting for your forthcoming book which I expect to be a real success. Work hard on it . God bless you
    Hakim .

    ردحذف
  9. as usual your thoughts r very well shown from the words u r choosing carefully , keep going AMIRA , and ...... HAPPY BIRTHDAY XX

    ردحذف
  10. Your notes are very refreshing :) I am glad I came across your blog

    ردحذف