صحيت الصبح من كام يوم و اتفاجأت ان شجرتي الهائلة ، الرائعة ، المعمرة معلهاش ولا ورقة واحدة .. فقط عصفورين واقفين بين الشوك على مسافة متباعده. بصيت حواليا لقيت اغلب الشجر اللى حوالينا ورقه اصفر مرمي على الأرض . اتفزعت ... ازاي .. ده مش وقته ! ؟ احنا في الربيع .. الشجر هايموت ؟ يمكن الجنايني اهمل في السقي .. سألت امي و انا مستغربة حصل ده امتى و ازاي يحصل دلوقتي " قالتلي ما تخافيش بعد كل الورق القديم ما بيقع بيطلع ورق جديد شمعي اجمل من الاول بكتير .. قالتها بثقة غريبة بددت فزعي و انقباضي بس سابتني و انا لسه بافكر... طيب ... ازاي الربيع لسه متاخر ؟ . رجعت شديت الستارة و منظر الشجرة الكئيب مش بيروح من عيني.
فتحت شباكي تاني انهارده و الشجرة زي ما هي لسه و لا ورقة واحدة بس العصافير لسه موجوده و كل حاجة زي ما هي.. شديت الستارة ، بس في حته تانية من الذاكرة اللى مش بعيدة شوفت الشجرة زي ما باعرفها بكل جمالها المعهود والشمس داخلة جواها و سمعت العصافير ... قولت لنفسي " ماما قالت ان الريبع جاي و العصافير بتأكد ان الربيع جاي والطبيعة و كل خبراتي السابقة بتقول ان بعد الشتا ربيع و بعد الربيع صيف و خريف .. بصيت تاني على الشجرة و انا حاسة اني باصغر و بارجع لحجمي و باقول لنفسي صحيح " إِنَّ الإنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ "
افتكرت في اللحظة دي كل الناس احادية النظرة اللى بتشوف الدنيا بس من واقع ايه بيحصل دلوقتي فقط. حسيت اني نشاز لاني شكيت بسبب لقطة واحدة مقبضه وسط كتير من الاشراق.. وسط كل القوى الواثقة المحيطة . من مكان بعييييد في زهني سمعت صوت بيقولي " فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ " ... قولت لنفسي ساعتها ... لأ بقي..... ده كده اكيد .... الربيع جاي .